دعوة إلى التطبيع مع العرب
الأمان الدولي

الأسوأ من انفجار الموقف بين بعض الأشقاء في منطقة الخليج، ذلك الدور السلبي الذي قامت به وسائل الإعلام، وكان له إسهامه في تأجيج المشاعر وإثارة الفتنة. أما الأشد سوءاً فإنه لم يعد في العالم العربي «كبير» يبادر إلى إطفاء الحريق وكبح جماح الانفعالات التي أفسدت أجواء الخليج وتناثر رذاذها في الفضاء العربي. أعترف ابتداء بأنني لم أفهم سرّ الانفجار المفاجئ ولا أسباب التدهور السريع في علاقات الأشقاء. ولم أقتنع بأن الوقائع -أو المزاعم- التي ذكرت كافية وحدها لإيصال الأمور إلى ما وصلت إليه، بحيث ظل العالم العربي خلال الأيام القليلة الماضية مسرحاً لتجاذبات وتراشقات قدمت نموذجاً محزناً لما يمكن أن نسميه «صراع الفضائيات»، ورغم أنني شاهد لم يفهم شيئاً من خلفيات الحاصل هذه الأيام في منطقة الخليج، فإنني لا أستطيع أن أكتم عدة ملاحظات أوجزها في ما يلي:

قبل هدم المسجد الأقصى
الأمان الدعوي

بعدما تم تهويد القدس، متى تعصف الموجة بالمسجد الأقصى؟ هذا السؤال ظل يلوح طوال ثلاثة أيام في فضاء ملتقى القدس الدولي، الذي انعقد بإسطنبول في الثامن من شهر أيار الحالي. وحين حل عليَّ الدور في رئاسة إحدى الجلسات، قلت إننا الآن مشغولون بترميم الآثار والذاكرة، ذلك أن العالم العربي والإسلامي صار متفرجاً على ما يجري في القدس. ووحدهم المقدسيون العزل صاروا يتصدون للإعصار الوحشي بصدورهم العارية. يحدث ذلك في حين تنهال فيه ملايين الدولارات من أثرياء اليهود طول الوقت لتمكين الإسرائيليين من الإجهاز على المدينة المقدسة. ثم لم يكن مستغرباً أن يصبح السؤال المتداول بين المقدسيين هو متى، وليس هل يهدم المسجد الأقصى؟ لأنها صارت في رأيهم مسألة وقت فقط.

المصالحة الوطنيّة المنسيّة في مصر
الأمان الدولي

حين دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مصالحة وطنية في العراق، أثناء لقائه مع السيد عمار الحكيم، قلت إن الفكرة جيدة، ليتنا نطبقها في مصر. الدعوة تحدثت عنها صحف يوم الأربعاء (١٩/٤) وأبرزتها جريدة «الأهرام» على رأس صفحتها الأولى، مع صورة استقبال الرئيس للسيد الحكيم الذي قدم باعتباره رئيس التحالف الوطني العراقي، ولم يشر إلى صفاته الأخرى باعتباره أحد رموز «الإسلام السياسي» ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى في بلاده. وهو الموقع الذي ورثه عن أبيه وجده آية الله العظمى السيد محسن الحكيم.

جلّ من لا يسهو في العلاقات المائية بين مصر والسودان
الأمان الدولي

صحّح لي الصحفي السوداني محمد آدم بعض المعلومات التي أوردتها عن ملابسات تأجيل سفر وزير الخارجية المصري إلى الخرطوم، الذي كان يفترض أن يتم يوم السبت الماضي (٨/٤)، وكنت قد أرجعت سبب تأجيل سفر الوزير المصري إلى توتر الأجواء السياسية وليس سوء الأحوال الجوية كما ذكرت التصريحات الرسمية. واعتمدت في ما نشر لي بهذا الخصوص يوم ١٠/٤ على ما أوردته النشرة الجوية التي تحدثت عن صفاء الجو في الخرطوم. إلا أن الزميل محمد آدم أكد أن الأحوال الجوية كانت سيئة فعلاً يومذاك، وأن رحلة الطائرة المصرية تأجلت ثلاث ساعات لذلك السبب قبل إلغائها، رغم انتهاء إجراءات سفر ١٥٠ راكباً كانوا على متنها.

اغضبوا يرحمكم الله!
الأمان الدولي

بعدما بث شريط الموت الذي أطلعنا يوم (٤/٤) على ضحايا غارات الغاز السام التي استهدفت بلدة خان شيخون في ريف إدلب، أزعم أن أي عربي شاهده وعرف النوم في تلك الليلة لا بدّ أن يكون قد أصيب بفساد الضمير. أدري أن سوريا أصبحت بلاد الموت واستعراض فنون الإبادة، التي يستعرض حلقاتها كل يوم قتلة هواة ينتمون إلي داعش وأخواتها، وقتلة محترفون، ويمارسها النظام البعثي منذ تمكن من السلطة. إلا أنه لم يتح لنا أن نرى الضحايا وهم يتعذبون فتتلوى أجسادهم العارية، ونسمع حشرجاتهم وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة. وهو ما فعله الشريط الفاجع الذي ظلت مشاهده المروعة تلاحقني وأصوات الحشرجات الواهنة تدوي في أذني طوال الليل.

من نصدق.. بيان العقبة أم قمة البحر الميّت؟
الأمان الدولي

أكثر ما يلفت الانتباه في إعلان قمّة عمّان أن اللغة فيه انفصلت عن الحقيقة، وأزعم أن نتائج اللقاءات الثنائية الجانبية ربما كانت أفضل بكثير من اللقاء الذي عقده القادة العرب مجتمعين، أقله لأن اللقاءات الثنائية -بين الرئيس السيسي والملك سلمان مثلاً- مدت جسوراً وأحدثت تفاهمات ما كان لها أن تتم إلا إذا فتح كل طرف قلبه للآخر بدرجة أو أخرى. أما البيان الذي صدر موجهاً إلى الأمة فلم يتوافر له شيء من هذا أو ذاك. إذ إلى جانب أنه خطاب من طرف واحد، فقد روعي فيه أن يرطب الجوانح ويجبر الخواطر ويطمئن الجميع إلى أن القادة لا يزالون عند حسن الظن بهم، ولم يقصروا في القيام بما يجب.

نقل السفارة إلى القدس.. لو أن ترامب فعلها!!
الأمان الإقليمي

ماذا سيكون رد الفعل العربي إذا ما نفذ الرئيس الأمريكي المنتخب تعهده بنقل سفارة بلاده إلى القدس؟ صحيح أنه لا يزال أمامنا نحو أسبوعين قبل أن يتسلم الرئيس الجديد منصبه في ٢٠ كانون الثاني. صحيح أيضاً أن الوعد ذاته سبق أن أطلقه أكثر من رئيس أمريكي أثناء حملته الانتخابية، إلا أن الأمر اختلف بعد تبوّء المنصب. إلا أننا الآن أمام مشهد مختلف تماماً،

سؤال الرؤية الغائبة في السياسة المصرية
الأمان الدولي

حين صوّتت مصر لصالح مشروعين متناقضين لفرنسا وروسيا بخصوص سوريا في مجلس الأمن، فإن ذلك ليس مفهوماً حقاً، لكنه ليس جديداً تماماً. وربما كان الجديد فقط هو في إخراج المشهد وأصدائه. أعني أن ذلك التناقض حدث في محفل دولي وأعلن على الملأ. ثم إنه تعرض لنقد جارح من ممثل دولة حليفة مثل المملكة العربية السعودية، وهو ما أحدث نوعاً من الحيرة ودرجة

نقد ذاتي نادر مارسه خالد مشعل
الأمان الإقليمي

نادراً ما نسمع عن نقد ذاتي مارسه أحد المسؤولين العرب، أندر منه أن يتم ذلك النقد في العلن وعلى ملأ من الناس. لكن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس فعلها، إذ مارس ذلك النقد بشجاعة في جلسة حوارية بثتها قناة الجزيرة على الهواء يوم السبت الماضي (24/9) (دعا إليها مركز الجزيرة للأبحاث والدراسات وشهدها جمع من المثقفين العرب). ولم يقتصر نقده على تجربة حماس في غزة فقط، ولكن النقد شمل أيضاً سلوك وموقف الحركات الإسلامية أثناء الربيع العربي.

الخطبة الموحّدة المكتوبة: معركة لغير وجه الله
الأمان الدولي

أثناء التجاذب الحاصل في مصر بين وزير الأوقاف والأزهر حول بدعة خطبة الجمعة (الموحدة) المكتوبة، وجه أحد مسؤولي الأوقاف تحذيراً لتخويف المعارضين، قال فيه إن «غير الملتزم بالمكتوب سيعتبر من الإخوان ومشتقاتهم». ومعروف أن هيئة كبار العلماء التي يترأسها شيخ الأزهر رفضت

12